أرشيف

إيجابيات تنظيم القاعدة في اليمن   بقلم| د. مروان هائل عبد المولى

نشطت الجماعات الاسلامية المتشددة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينيات وكان هذا النشاط مرتبط بخروج القوات السوفيتية من افغانستان وظهور المقاتلين الأفغان إضافة الى المجاهدين العرب كقوة منتصرة على النظام الشيوعي وما يحمله من أيدلوجيه تعارض الاتجاهات الدينية وكان اغلب المقاتلين هم من فئة الشباب المتحمس والممتلئ حتى النخاع بأيدلوجية التشدد والتطرف الإسلامي لدرجة أن الطلبة الأفغان الذين كانوا يدرسون معي العائدين من أفغانستان بعد نهاية الحرب قالوا ان المجاهدين يلزموا الرجال بتربيه اللحية والنساء بارتداء النقاب وهذا ما لفت نظري إلى انتشار هذه الظاهرة في اليمن بعد الوحدة والذي كان مرتبط بعوده الكثير من الشباب اليمني من جبهات القتال في أفغانستان بعد انتهاء الحرب هناك.

ظلت هذه الفئات المتشددة دون رقيب ودون أي تصحيح للأفكار التي تم تعبئتهم وتغذيتهم بها بطريقه مدروسة ومنهجيه ومبرمجه ومموله من دول عربيه إسلاميه وغير إسلاميه والهدف هو توجيه الطاقة القصوى من أفكار الشباب وقوتهم وحصرها في تلك الفترة لمواجهة الوجود السوفيتي في أفغانستان وتحين الفرصة بين الحين والآخر واستخدامهم ضد النظام الاشتراكي في جنوب اليمن قبل الوحدة .

وهذا ما دعانا في صيف1991 لكتابة مقال في صحفية معارضه تحت عنوان العيون الزرق وشوارعنا الخطرة وقد ألمحت بخطورة ظاهرة الشباب الديني المتشدد وأنهم قد بدو في تطبيق مشروعهم في اليمن وان الضحية بعد المواطن اليمني سيكون الأجنبي .

وزاد الطين بله هو الترحيل القسري لليمنيين من دول الخليج وخاصة السعودية نتيجة غزو الكويت والموقف اليمني الرسمي منه وكان من بين هذه المجاميع العائدة شباب يحمل أفكار متطرفة لتلتقي مع إخوتها العائدة من أفغانستان لتبدءا في إرساء حجر الأساس القوي لمشروع إسلامي متشدد ومتطرف ضخم بدأت خيوطه في المناطق الشمالية من اليمن وتمتد وتنتشر حتى كل محافظات الجنوب من عدن حتى المهرة وساعدهم في تقوية شوكتهم أولا وجود بعض المشايخ المرتبطين بالدولة وجهاتها العليا إضافة إلى النظام القبلي وضعف سلطة الدولة في بعض المناطق وتفشي الجهل والأمية والفقر وكان أول ضحايا مجازرهم الحزب الاشتراكي اليمني وتصفية و١٦٠ شهيد من أعضائه سوى من اللجنة المركزية او مجرد أعضاء في الحزب وتهديد الآخرين منهم. وقد استغلت هذه الجماعات طيبة وبساطة اليمني والذي قيل فيهم- حدثنا أبو الربيع الزهراني أنبأنا حماد حدثنا أيوب حدثنا محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة الإيمان يمان .

هذه الوصف الذي جاءنا من أعظم الأنبياء وخاتمهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم , هو واقع اليمنيين حتى الآن وستجد ان اغلبهم يقدم العاطفة على العقل وهذا ما جعلهم ضحية سهله لهذه الجماعات المتشددة وسهلة الصيد لتبدأ هذه الجماعات في الآونة الأخيرة بفرض قوانينها وشروطها وظهور دوله بداخل دوله لتبدأ صحوة الرأي العام الداخلي والخارجي للمطالبة بوقف جماح هذه الجماعات والذي كان على رأسها تنظيم القاعدة في اليمن والذي يتحرك بحريه في بعض مناطق اليمن ويعرض الشرائط والصحف الخاصة به لتظهر واشنطن والدول الغربية ويبدأن با الضغط على الحكومة اليمنية التي صحت من سبات نوم متعمد في بعض الأحيان لتنظم حملة وبإشراف عناصر من مكافحة الإرهاب من هذه الدول مع قوى الأمن اليمنية لتبدأ بشن حملات ومداهمات وضربات جوية راح ضحيتها في بعض الأحيان المدنين العزل واعتقالات لعناصر متهمه بارتباطات مع القاعدة والجماعات الإسلامية المنطوية تحت مظلة التنظيم الأخطر عالميا.

وتبدأ مرحله جديدة من واقع اليمن محفوفة بالسلبيات واحتمال لجوء القاعدة والتنظيمات المتشددة الأخرى لا أعمال عنف وقتل وتخريب تزعزع امن اليمن وموقعه الاستراتيجي وهروب الاستثمارات والسياحة إضافة إلى الخوف من الفتنه الداخلية .

قلة هذه المخاوف نسبيا نتيجة لوجود خبراء أجانب يقومون بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب وهذا باعتراف رئيس الجمهورية عن التنسيق المشترك للحملة وهذا يبعث برسائل إلى بعض المتنفذين الذين استفادوا من تنظيم القاعده في فتره من الفترات من تاريخ اليمن ان يبتعدوا ويرفعوا أيديهم وبأن واشنطن والغرب على الخط وإما سيواجهون القتل او الاعتقال والترحيل الى جوانتناموا , واعترافات انور العولقي وهو احد الواجهات في التشدد والتطرف الإسلامي في اليمن بان واشنطن تسعى لتشكيل صحوات من القبائل اليمنية على غرار الصحوات العراقية مع الاختلاف في بعض الأهداف والاتجاهات وهذا يعني تحشيد ودعم القبائل ضد تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية الأخرى والبدا في محاربتهم او طردهم من المناطق التي لجئوا لها.

المؤتمرات الدولية التي عقدت من اجل مناقشة الوضع الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة ليس في اليمن فحسب وإنما على المنطقة برمتها قد فتح المجال الى الصحافة والصحافيين للكتابة عن وجود هذا التنظيم الخطير في جنوب الجزيرة وخطورته على حركه الملاحة لأهم الممرات البحرية الدولية.

لابد من الإشارة ان الأعمال البشعة ابتداء بالهجوم الفاشل على السفارة الأمريكية و قتل الشهيد البطل المقدم بسام سليمان طربوش ومحاولة تفجير طائرة الركاب المدنية فوق ديترويت ومحاولة اغتيال الأمير السعودي محمد بن نايف وأخيرا محاولة اغتيال السفير البريطاني تيم تورلوت كل هذه جمعها عامل مشترك واحد وهو تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن والذي بجرائمه ضد الأبرياء وضد كل ما هو حي اوجد عوامل إيجابيه يشكر عليها لأنه أولا كشف عن وجهه البشع الغير قابل للحياة او التغيير وان أعضائه مجرد قتله لا يهدا لهم بال الا برؤية الدماء .

جرائم القاعدة في اليمن وحدة الصف الداخلي وتضامن دول العالم معنا ومحاولة مساعدتنا في محاربته ماديا ومعنويا .

زيادة المؤتمرات ألدوليه الراغبة في مساعدة اليمن وانتشالها من براثن الدولة الفاشلة حتى لا تتحول الى يمنستان.

جعل الكثير من اليمنيين اكسر إطلاعا بتاريخه الأسود وبالتالي تعريته والكتابة عنه وفضحه أمام الرأي العام.

 

استطاع تنظيم القاعد بأعماله الإرهابية ان يخلق هدف موحد للكتل والأحزاب السياسية على الساحة اليمنية وهو ضرورة القضاء عليه واجتثاث جذوره من اليمن.

قيام بعض المنظمات الحكومية والغير حكوميه ومنها معاهد إسلاميه معتدلة بالتحرك بفتح أبوابها لنصح وتصحيح أفكار المغرر بهم من الشباب الذين كانوا من ضحايا هذا التنظيم وأعضاء فيه.

زيادة الاهتمام الأمريكي والأوروبي والعربي بمشاكل اليمن وخاصة فيما يخص التطرف الديني والفساد والفقر والأمية والمساعدة في محاربتها.

إجبار بعض المتنفذين في السلطة من التخلي عن استخدامهم كورقة تخويف وفك الارتباط بهم وخاصة بعد الفضائح التي نزلت على اليمن من وجود معسكرات ومدارس ومساعدة هروب بعضهم من سجون الدولة.

ان اذرعه إخطبوط القاعدة الإرهابي يمكن بترها في اليمن بتوحد الجبهة الداخلية لمكونات الواقع السياسي من اللقاء المشترك والحزب الحاكم والحراك الجنوبي والحركات الإسلامية المعتدلة وإعطاء شفافية في التعامل مع القضايا الأمنية والفساد وتحسين معيشة الناس وفرض القانون على الجميع والتغير الى الأفضل لا يمكن ان يأتي الا من الداخل اولا وقوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم:.

زر الذهاب إلى الأعلى